کد مطلب:99304 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:108

خطبه 120-درحکمیت











[صفحه 292]

الشرح: هذه شبهه من شبهات الخوارج، و معناها انك نهیت عن الحكومه اولا ثم امرت بها ثانیا، فان كانت قبیحه كنت بنهیك عنها مصیبا، و بامرك بها مخطئا، و ان كانت حسنه كنت بنهیك عنها مخطئا و بامرك بها مصیبا، فلا بد من خطئك علی كل حال. و جوابها ان للامام ان یعمل بموجب ما یغلب علی ظنه من المصلحه، فهو (ع) لما نهاهم عنها كان نهیه عنها مصلحه حینئذ، و لما امرهم بها كانت المصلحه فی ظنه قد تغیرت، فامرهم علی حسب ما تبدل و تغیر فی ظنه، كالطبیب الذی ینهی المریض الیوم عن امر و یامره بمثله غدا. و قوله: (هذا جزاء من ترك العقده)، یعنی الرای الوثیق، و فی هذا الكلام اعتراف بانه بان له و ظهر فیما بعد ان الرای الاصلح كان الاصرار و الثبات علی الحرب، و ان ذلك و ان كان مكروها، فان الله تعالی كان یجعل الخیره فیه، كما قال سبحانه: (فعسی ان تكرهوا شیئا و یجعل الله فیه خیرا كثیرا) ثم قال: كنت احملكم علی الحرب و ترك الالتفات الی مكیده معاویه و عمرو، من رفع المصاحف، فان استقمتم لی اهتدیتم بی، و ان لم تستقیموا فذلك ینقسم الی قسمین: احدهما ان تعوجوا، ای یقع منكم بعض الالتواء و یسیر من العصیان كفتور الهمه و قله الجد فی الحرب و الثانی

التانی و الامتناع المطلق من الحرب، فان كان الاول قومتكم بالتادیب و الارشاد و ارهاق الهمم و العزائم بالتبصیر و الوعظ و التحریض و التشجیع، و ان كان الثانی تداركت الامر معكم: اما بالاستنجاد بغیركم من قبائل العرب و اهل خراسان و الحجاز، فكلهم كانوا شیعته و قائلین بامامته، او بما اراه فی ذلك الوقت من المصلحه التی تحكم بها الحال الحاضره. قال: لو فعلت ذلك لكانت هی العقده الوثقی، ای الرای الاصوب الاحزم. فان قلت: افتقولون انه اخطا فی العدول عن هذا الرای؟ قلت: لانقول انه اخطا بمعنی الاثم، لانه انما فعل ما تغلب علی ظنه انه المصلحه، و لیس الواجب علیه الا ذلك، و لكنه ترك الرای الاصوب، كما قال الحسن: (هلا مضیت قدما لا ابالك!)، و لایلحق الاثم من غلب علی ظنه فی حكم السیاسه امر فاعتمده، ثم بان له ان الاصوب كان خلافه، و قد قیل ان قوله: لقد عثرت عثره لاتنجبر سوف اكیس بعدها و استمر و اجمع الرای الشتیت المنتشر اشاره الی هذا المعنی، و قیل: فیه غیر ذلك مما قدمناه ذكره قبل. و قال شیخنا ابوعثمان الجاحظ رضی الله عنه: من عرفه عرف انه غیر ملوم فی الانقیاد معهم الی التحكیم، فانه مل من القتل و تجرید السیف لیلا و نهارا، حتی ملت الدما

ء من اراقته لها، و ملت الخیل من تقحمه الاهوال بها، و ضجر من دوام تلك الخطوب الجلیله، و الارزاء العظیمه، و استلاب الانفس، و تطایر الایدی و الارجل بین یدیه، و اكلت الحرب اصحابه و اعداءه، و عطلت السواعد، و خدرت الایدی التی سلمت من وقائع السیوف به، ا و لو ان اهل الشام لم یستعفوا من الحرب و یستقیلوا من المقارعه و المصادمه، لادت الحال الی قعود الفیلقین معا، و لزومهم الارض و القائهم السلاح، فان الحال افضت بعظمها و هو لها الی ما یعجز اللسان عن وصفه. و اعلم انه (ع) قال هذا القول، و استدرك بكلام آخر حذرا ان یثبت علی نفسه الخطا فی الرای، فقال: لقد كان هذا رایا لو كان لی من یطیعنی فیه، و یعمل بموجبه، و استعین به علی فعله، و لكن بمن كنت اعمل ذلك، و الی من اخلد فی فعله! اما الحاضرون لنصری فانتم و حالكم معلومه فی الخلاف و الشقاق و العصیان، و اما الغائبون من شیعتی كاهل البلاد النائیه فالی ان یصلوا یكون قد بلغ العدو غرضه منی، و لم یبق من اخلد الیه فی اصلاح الامر و ابرام هذا الرای الذی كان صوابا لو اعتمد، الا ان استعین ببعضكم علی بعض، فاكون كناقش الشوكه بالشوكه، و هذا مثل مشهور: (لاتنقش الشوكه بالشوكه). فان ضلعها لها، و الضلع

المیل، یقول: لاتستخرج الشوكه الناشبه فی رجلك بشوكه مثلها، فان احداهما فی القوه و الضعف كالاخری، فكما ان الاولی انكسرت لما وطئتها فدخلت فی لحمك، فالثانیه اذا حاولت استخراج الاولی بها تنكسر، و تلج فی لحمك. ثم قال: (اللهم ان هذا الداء الدوی، قد ملت اطباوه)، و الدوی: الشدید، كما تقول: لیل الیل. و كلت النزعه، جمع نازع، و هو الذی یستقی الماء، و الاشطان: جمع شطن، و هو الحبل. و الركی: الابار، جمع ركیه، و تجمع ایضا علی ركایا. ثم قال: این القوم! هذا كلام متاسف علی اولئك، متحسر علی فقدهم. و الوله: شده الحب حتی یذهب العقل، وله الرجل. و اللقاح، بكسر اللام: الابل، و الواحده لقوح، و هی الحلوب، مثل قلاص و قلوص. قوله: (و اخذوا باطراف الارض)، ای اخذوا علی الناس باطراف الارض، ای حصروهم، یقال لمن استولی علی غیره و ضیق علیه: قد اخذ علیه باطراف الارض، قال الفرزدق: اخذنا باطراف السماء علیكم لنا قمراها و النجوم الطوالع و زحفا زحفا، منصوب علی المصدر المحذوف الفعل، ای یزحفون زحفا، و الكلمه الثانیه تاكید للاولی. و كذلك قوله: (و صفا صفا). ثم ذكر ان بعض هولاء المتاسف علیهم هلك، و بعض نجا، و هذا ینجی قوله تعالی: (فمنهم من قضی نحبه و

منهم من ینتظر). ثم ذكر ان هولاء قوم و قذتهم العباده، و انقطعوا عن الناس، و تجردوا عن العلائق الدنیویه، فاذا ولد لاحدهم مولود لم یبشر به، و اذا مات له میت لم یعز عنه. و مرهت عین فلان، بكسر الراء، اذا فسدت لترك الكحل، لكن امیرالمومنین (ع) جعل مره عیون هولاء من البكاء من خوف خالقهم سبحانه. و ذكر ان بطونهم من خماص الصوم، و شفاههم ذابله من الدعاء، و وجوههم مصفره من السهر، لانهم یقومون اللیل و علی وجوههم غبره الخشوع. ثم قال: (اولئك اخوانی الذاهبون). فان قلت: من هولاء الذین یشیر- (ع)- الیهم؟ قلت: هم قوم كانوا فی ناناه الاسلام و فی زمان ضعفه و خموله ارباب زهد و عباده و جهاد شدید فی سبیل الله، كمصعب بن عمیر من بنی عبد الدار، و كسعد بن معاذ من الاوس، و كجعفر بن ابی طالب، و عبدالله بن رواحه، و غیرهم، ممن استشهد من الصالحین ارباب الدین و العباده و الشجاعه فی یوم احد، و فی غیره من الایام فی حیاه رسول الله (ص)، و كعمار، و ابی ذر، و المقداد، و سلمان، و خباب، و جماعه من اصحاب الصفه و فقراء المسلمین ارباب العباده الذین قد جمعوا بین الزهد و الشجاعه. و قد جاء فی الاخبار الصحیحه ان رسول الله (ص) قال: (ان الجنه لتشتاق الی اربعه:

علی، و عمار، و ابی ذر، و المقداد)، و جاء فی الاخبار الصحیحه ایضا، ان جماعه من اصحاب الصفه مر بهم ابوسفیان بن حرب بعد اسلامه فعضوا ایدیهم علیه، و قالوا: وا اسفاه كیف لم تاخذ السیوف ماخذها من عنق عدو الله! و كان معه ابوبكر، فقال لهم: اتقولون هذا لسید البطحاء؟ فرفع قوله الی رسول الله (ص) فانكره، و قال لابی بكر: (انظر لاتكون اغضبتهم، فتكون قد اغضبت ربك) فجاء ابوبكر الیهم و ترضاهم و سالهم ان یستغفروا له، فقالوا: غفر الله لك. قوله: (فحق لنا)، یقال: حق له ان یفعل كذا، و هو حقیق به، و هو محقوق به، ای خلیق له، و الجمع احقاء و محقوقون. و یسنی: یسهل. و صدف عن الامر، یصدف، ای انصرف عنه. و نزغات الشیطان: ما ینزغ به، بالفتح، ای یفسد و یغری. و نفثاته: ما ینفث به و ینفث، بالضم و الكسر، ای یخیل و یسحر. و اعقلوها علی انفسكم، ای اربطوها و الزموها.


صفحه 292.